الحمد لله الذي شرف المرأة ، ورفع قدرها وحرر قيدها في كتابه الكريم . فلا يكاد
الرجل يذكر في آية من آيات الذكر الحكيم ، مما يتناول الحث على العمل الصالح في
الدنيا ، أو الوعد بالثواب الجزيل في الآخرة ، الأ والمرأة إلى جوازه مذكورة ،
أما نصاً وتصريحاً ، وأما ضمناً وتلميحاً . تأكيداً على جانب المساواة في
العبودية والفضل والجزاء ، ودحضا للافتراء القائم في أذهان الجهال بأنها إنسان
من الدرجة الثانية ، وطمساً للصورة القاتمة الشوهاء المرسومة لها في الجاهلية
العمياء ، القديمة منها والحديثة . فتذكر المرأة في ميدان التنافس بين العباد
لابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى بالتحلي بمكارم الأخلاق ، ومحاسن الصفات ،
والقيام بفريضة الطاعة التي تورث صاحبها في الدنيا التقوى والصلاح والعيش
الكريم ، وفى الآخرة المثوبة والنجاة والأجر العظيم . فقال سبحانه وتعالى : {
أن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين
والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات
والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً
والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً } سورة الأحزاب , الآية رقم ( 35 )
. وبينت نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة أن نيل رضوان الله ، ودخول جنته ،
ليس رهنياً للجنس والنوع . وإنما شرطه الأيمان والعمل الصالح . فالرجل العاصي
لا
تفيده يوم القيامة
رجولته ، والمرأة الطائعة لا
تؤخرها يوم
القيامة أنوثتها . ولاشك أن كثيراً من النساء يومئذ في أعلى عليين ، أعلى رتبة
من كثير من الرجال